تفسير الآيات (١-ه) من سورة هود
-التفسير الميسر-
-التفسير الميسر-
واسألوه أن يغفر لكم ذنوبكم، ثم ارجعوا إليه نادمين يمتعْكم في دنياكم متاعًا حسنًا بالحياة الطيبة فيها، إلى أن يحين أجلكم، ويُعطِ كل ذي فضل من علم وعمل جزاء فضله كاملا لا نقص فيه، وإن تعرضوا عمَّا أدعوكم إليه فإني أخشى عليكم عذاب يوم شديد، وهو يوم القيامة. وهذا تهديد شديد لمن تولَّى عن أوامر الله تعالى وكذَّب رسله
مرجع الناس إلى ربهم شاءوا أم أبوا والجزاء عادل ولا يهلك على الله إلا هالك
لقد تكفَّل الله برزق جميع ما دبَّ على وجه الأرض، تفضلا منه، ويعلم مكان استقراره في حياته وبعد موته، ويعلم الموضع الذي يموت فيه،كل ذلك مكتوب في كتاب عند الله مبين عن جميع ذلك
أذقنا الإِنسان: أي أنلناه رحمة أي غنى وصحة
ثم نزعناها منه: أي سلبناها منه
يؤوس كفور: أي كثير اليأس أي القنوط شديد الكفر
نعماء بعد ضراء: أي خيراً بعد شر
السيئات: جمع سيئة وهي ما يسوء من المصائب
فرح فخور: كثير الفرح والسرور والبطر
صبروا: أي على الضراء والمكاره
مغفرة: أي لذنوبهم
وأجر كبير: أي الجنة دار الأبرار
ثم نزعناها منه: أي سلبناها منه
يؤوس كفور: أي كثير اليأس أي القنوط شديد الكفر
نعماء بعد ضراء: أي خيراً بعد شر
السيئات: جمع سيئة وهي ما يسوء من المصائب
فرح فخور: كثير الفرح والسرور والبطر
صبروا: أي على الضراء والمكاره
مغفرة: أي لذنوبهم
وأجر كبير: أي الجنة دار الأبرار
فلعلك -أيها الرسول لعظم ما تراه منهم من الكفر والتكذيب- تارك بعض ما يوحى إليك مما أنزله الله عليك وأمرك بتبليغه، وضائق به صدرك؛ خشية أن يطلبوا منك بعض المطالب على وجه التعنت، كأن يقولوا: لولا أُنزل عليه مال كثير، أو جاء معه ملك يصدقه في رسالته، فبلغهم ما أوحيته إليك؛ فإنه ليس عليك إلا الإنذار بما أُوحي إليك. والله على كل شيء حفيظ يدَبِّر جميع شؤون خلقه
بل أيقول هؤلاء المشركون من أهل "مكة": إن محمدًا قد افترى هذا القرآن؟ قل لهم: إن كان الأمر كما تزعمون فأتوا بعشر سور مثله مفتريات، وادعوا من استطعتم من جميع خلق الله ليساعدوكم على الإتيان بهذه السور العشر، إن كنتم صادقين في دعواكم.فإن لم يستجب هؤلاء المشركون لكم -أيها الرسول ومَن آمن معك- لما تدعونهم إليه؛ لِعَجْز الجميع عن ذلك، فاعلموا أن هذا القرآن إنما أنزله الله على رسوله بعلمه وليس من قول البشر، واعلموا أن لا إله يُعبد بحق إلا الله، فهل أنتم -بعد قيام هذه الحجة عليكم- مسلمون منقادون لله ورسوله؟
بيان حقيقة وهي أن الكفر غير مانع من أن ينتج الكافر بحسب جهده من كسب يده فيحصد إذ زرع، ويربح إذا اتجر، وينتج إذا صنع، وأن الكافر لا ينتفع من عمله في الدنيا ولو كان صالحاً وأن الخسران لازم له
أفمَن كان على حجة وبصيرة من ربه فيما يؤمن به، ويدعو إليه بالوحي الذي أنزل الله فيه هذه البينة، ويتلوها برهان آخر شاهد منه، وهو جبريل أو محمد عليهما السلام، ويؤيد ذلك برهان ثالث من قبل القرآن، وهو التوراة -الكتاب الذي أنزل على موسى إمامًا ورحمة لمن آمن به-، كمن كان همه الحياة الفانية بزينتها؟ أولئك يصدِّقون بهذا القرآن ويعملون بأحكامه، ومن يكفر بهذا القرآن من الذين تحزَّبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجزاؤه النار، يَرِدُها لا محالة، فلا تك -أيها الرسول- في شك من أمر القرآن وكونه من عند الله تعالى بعد ما شهدت بذلك الأدلة والحجج، واعلم أن هذا الدين هو الحق من ربك، ولكن أكثر الناس لا يصدِّقون ولا يعملون بما أُمروا به. وهذا توجيه عام لأمة محمد صلى الله عليه وسلم
عظم ذنب من يكذب على الله تعالى بنسبة الولد أو الشريك إليه أو بالقول عليه بدون علم منه،وعظم جرم من يصد عن الإِسلام بلسانه أو بحاله، أو سلطانه
الأشهاد جمع شاهد وهم هنا الملائكة
الأشهاد جمع شاهد وهم هنا الملائكة
بيان ورثة دار النعيم وهم أهل الإِيمان والطاعة
وأخبتوا إلى ربهم : تطامنوا أو خشعوا لربهم بطاعته وخشيته
وأخبتوا إلى ربهم : تطامنوا أو خشعوا لربهم بطاعته وخشيته
الكافر ميت موتاً معنوياً فلذا هو لا يسمع ولا يبصر، والمسلم حيٌّ فلذا هو سميع بصير
أم يقولون افتراه أي يقولون افترى القرآن وكذبه ولم يوح إليه قل - أيها الرسول - إن افتريته كما زعمتم فعليّ إجرامي أي أثم كذبي وأنا بريء مما تجرمون أنتم بتكذيبكم إياي وكفركم بربكم ورسوله ووعده ووعيده
بيان سنة البشر في الاستهزاء والسخرية بأهل الحق ودعاته لظلمة نفوسهم بالكفر والمعاصي
رابطة الإِيمان والتقوى أعظم من رابطة النسب
قال نوح يا رب إني أعتصم وأستجير بك أن أسألك ما ليس لي به علم، وإن لم تغفر لي ذنبي، وترحمني برحمتك، أكن من الذين غَبَنوا أنفسهم حظوظها وهلكوا
تقرير مبدأ أن كل شيء في الكون خاضع لتدبير الله لا يخرج عما أراده له أو به
يقول تعالى وكما أهلكنا أولئك القرون الظالمة المكذبة لرسلنا كذلك نفعل بأشباههم "إن أخذه أليم شديد" وفي الصحيحين عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته" ثم قرأ رسول الله صلي الله عليه وسلم "وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة" الآية
وأما الذين رزقهم الله السعادة فيدخلون الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض، إلا الفريق الذي شاء الله تأخيره، وهم عصاة الموحدين، فإنهم يبقون في النار فترة من الزمن، ثم يخرجون منها إلى الجنة بمشيئة الله ورحمته، ويعطي ربك هؤلاء السعداء في الجنة عطاء غير مقطوع عنهم
وجوب الاستقامة على دين الله تعالى عقيدة وعبادة وحكماً وأدباً
وأدِّ الصلاة -أيها النبي- على أتمِّ وجه طَرَفَي النهار في الصباح والمساء، وفي ساعات من الليل. إنَّ فِعْلَ الخيرات يكفِّر الذنوب السالفة ويمحو آثارها، والأمر بإقامة الصلاة وبيان أن الحسنات يذهبن السيئات، موعظة لمن اتعظ بها وتذكر
وجوب الصبر والإِحسان وأنهما من أفضل الأعمال
ولله سبحانه وتعالى علم كل ما غاب في السموات والأرض، وإليه يُرْجَع الأمر كله يوم القيامة، فاعبده -أيها النبي- وفوِّض أمرك إليه، وما ربك بغافل عما تعملون من الخير والشر، وسيجازي كلاًّ بعمله
تفسير الآيات (١١٨-١٢٣) من سورة هود
-التفسير الميسر-
-التفسير الميسر-